.[size=32][size=48]بسم الله الرحمن الرحيم[/size][size=48]:[/size]
نقول بدءا إن حجم الدول،لا يقاس بمساحة بلدانها،ولا بتعداد سكانها،وإنما بقوتها الحربية واقتصادها.
وفي ذلك الوقت كانت العبرة بالقوة البحرية في الدرجة الأولى،ولذا كانت الدويلات الإيطالية،ومالطا،والدانمارك،وهولاندا،مثلا،من الدول القوية،وكانت قوى كبرى،وكان على رأسها،وعلى رأس بقية الدول:الجمهورية الجزائرية،أكثر قوة من الكل،وعظمة لم تكن تضاهيها عظمة،والعظمة لله.
ومع كل الهيبة التي كانت تتمتع بها الجزائر،والرهبة التي توحي بها إلى الدول،فقد كانت هي نفسها تتعرض كثيرا إلى اعتداءات،وذلك حينما يغيب أسطولها في عرض البحار والمحيطات،ولم يكن رؤساء الجمهورية الجزائرية،ربما،يحتاطون كثيرا لذلك،لفرط الثقة في الله ثم في أنفسهم وقوتهم،واعتمادهم على المدفعية،في حماية أراضي الجمهورية،في حال غياب الأسطول.
ففي هذا السياق إذن،تعرضت الجزائر لاعتداءات من هولاندا،كما كان لها معها أيضا معاهدات واتفاقيات كثيرة،ولنبدأ بالجانب الدبلماسي والمعاهدات:
[size=48]المعاهدات الجزائرية الهولندية[/size][size=48]:[/size]
المعاهدات بينهما تجاوزت عدد الغارات من كلا الطرفين مجتمعة،ونذكر بعضهافقط فهي كثيرة:
[size=48]عن المؤرخ ريفتيليوس[/size][size=48]:[/size]
معاهدة سلم وتجارة سنة 1652،في عهد الداي محمد العالم،وجان دي فيت قائم مقام الولايات المتحدة للبلاد المنخفضة(هولاندا).
[size=48]
[/size][size=48]أيضا عن نفس المؤرخ[/size][size=48]:[/size]
معاهدة سلم وتجارة سنة 1677،بين الداي محمد حاجي،وفيلهيلم الثالث أورانغه نساو،الحاكم العام للولايات المتحدة للبلاد المنخفضة(هولاندا).
[size=48]
[/size][size=48]أيضا عن نفس المؤرخ[/size][size=48]:[/size]
معاهدة سلم سنة 1679،بين الداي محمد حاجي،وفيلهيلم الثالث أورانغه نساو.
[size=48]قال المؤرخ غارو واصفا هذه المعاهدة[/size][size=48]:[/size]
كانت معاهدة سلم مهينة لهولاندا،وفي مجال التعويضات المالية،ورهقة لكاهلها.
[size=48]وعن المؤرخ ريفتيليوس أيضا[/size][size=48]:[/size]
معاهدة سلم وتجارة سنة 1680،في عهد الداي محمد حاجي،وفيلهيلم الثالث أورانغه نساو.
ووصفها المؤرخ ريفتيليوس بأنها معتبرة.
[size=48]
[/size][size=48]وعن نفس المؤرخ[/size][size=48]:[/size]
معاهدة سلم وتجارة سنة 1712،بين الداي علي شاوش،وأنتوني هاينسيوس قائم مقام رئيس الولايات المتحدة للبلاد المنخفضة(هولاندا).
[size=48]
[/size][size=48]عن المؤرخ دو مارتين[/size][size=48]:[/size]
معاهدة سلم بتاريخ 28 أوت 1816،بين الداي عمر،وفيلهيلم الأول أورانغه ملك البلاد المنخفضة(هولاندا وبلجيكا)،الدوق الكبير للوكسومبورغ.
فهذا غيض من فيض،فالمعاهدت كثيرة بين الطرفين.
وننقل الآن بعض الغارات والمعارك التي حدثت بينهما:
[size=48]العلاقات الحربية بين الجزائر وهولاندا[/size][size=48]:[/size]
[size=48]
[/size][size=48]أولا[/size][size=48]
[/size][size=48]الغارات الهولندية على الجزائر[/size][size=48]:[/size]
[size=48]عن المؤرخ دو لانوفيي[/size][size=48]:[/size]
غارة لا مبير فرهور سنة 1622.
غارة رويتر سنة 1660.
وكلتاهما باءتا بالفشل الذريع.
[size=48]
[/size][size=48]الغارة الهولاندية البريطانية المشتركة[/size][size=48]:[/size]
التي قادها عن هولاندا الأميرال فان كابيلن،وعن بريطانيا اللورد إيكسموت،سنة 1816،في غياب أغلب الأسطول الجزائري.
[size=48]
[/size][size=48]الحلف السباعي ضد الجزائر[/size][size=48]:[/size]
انضمت هولاندا إلى هذا الحلف،والذي تمثل في تحالف:أمريكا،وروسيا،وبروسيا،وهولاندا،والدانمارك،وإ يطاليا،وإسبانبا
ضد الجزائر سنة 1816.
[size=48]والذي خرجت منه الجمهورية الجزائرية منتصرة[/size][size=48].[/size][size=48]
[/size][size=48]ثانيا[/size][size=48]
[/size][size=48]الغارات الجزائرية على هولاندا[/size][size=48]:[/size]
كانت الجزائر لا تكتفي بدحر الأساطيل الأوروبية في البحار والمحيطات،بل كانت هي أيضا ترسل أساطيلها إلى البلدان الأوروبية المعادية،ومنها هولاندا:
[size=48]يقول المؤرخ ريفتيليوس[/size][size=48]:[/size]
عاث الأسطول الجزائري فسادا في الأسطول الهولاندي،[size=48]حتى في هولاندا نفسها[/size]،وتعقبه في البحار خارجها،وخنق التجارة الهولندية داخلا وخارجا،والسطو عليها،وبيعها في أسواق إنجلترا،بموافقة ملك بريطانيا.
وقد أعلنت الجزائر مرات ومرات الحرب على هولندا،نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
[size=48]
[/size][size=48]يقول ريفتيليوس[/size][size=48]:[/size]
أعلنت الجمهورية الجزائرية الحرب على هولاندا الحرب سنة 1686،في عهد الداي الحاج حسين.
وغنمت منها البحرية الجزائرية سفنا هولاندية،بحيث من كثرتها لم تأخذها معها كلها إلى الجزائر،بل أغرقت كثيرا منها في البحر،بعد أن أفرغتها من حمولاتها،وتركتها خلافا لعادتها،في القنال بين فرنسا وبريطانيا،مما أتعب عمال القنال الفرنسيين مدة طويلة.
[size=48]وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة القوة الجزائرية.[/size]
[size=48]
[/size][size=48]يقول المؤرخ ريفتيليوس[/size][size=48]:[/size]
وإذ ذاك أصدرت هولاندا أمرا بمقاطعة سفن الجزائر في الموانىء الهولندية،ولكن ملك بريطانيا فتح موانئه للجزائريين،مما أسخط عليه العالم النصراني.
[size=48]
[/size][size=48]يقول المؤرخ غاليبار[/size][size=48]:[/size]
ولكن هولاندا فقدت خلال تلك المدة،أكثر من ثلاثين سفينة كبيرة،محملة بأثمن البضائع،مما اضطرها إلى استرضاء الجزائر بالهدايا،إلى أن جددت معها هذه الأخيرة المعاهدة سنة 1712.
وفي مرة أيضا من المرات التي أعلنت فيها الجزائر الحرب على هولاندا،كانت في عهد الداي محمد عثمان أعظم رئيس للجمهورية الجزائرية،وكان ذلك إثر إعلانه الحرب على عدة بلدان أوروبية دفعة واحدة.
[size=48]الخلاصة[/size][size=48]:[/size]
إن الجمهورية الجزائرية بحكم سيطرتها على البحار والمحيطات،لم تكن لتسمح لأحد أن يصول ويجول فيها إلا بموافقتها،ودفع الجزية لها،ولكن هولاندا أرادت خاسئة أن تحاول إضعاف الجزائر،بكثرة الغارات عليها،إلا أن الجزائر أدركت ما تنويه هولاندا،فقامت أساطيلها بضرب الأسطول الهولندي أينما وجد،وتعقبه حتى في هولاندا نفسها،كما قال المؤرخ ريفتيليوس،وقامت الجزائر بضرب الموانئ الهولندية وغزوها في عقر دارها،بالقرب من فرنسا وبريطانيا،دون أن تحرك هاتين الأخيرتين ساكنا من شدة الخوف والفزع من الجزائر،وكانت الجزائر كثيرا ما تغنم من هولاندا،ومن كثرة السفن التي كانت تغنمها،وعدم قدرتها على أخذها إلى الجزائر كلها،كانت تفرغ نصفها من حمولاتها،وتغرقها في البحر،بين فرنسا وبريطانيا،حتى يتعب العمال الفرنسيون في تنظيف شواطئهم مدة طويلة.
وبهذه الضربات الجزائر لهولاندا،العسكرية والاقتصادية،فقدت هولاندا قوتها البحرية،وانتقلت من الدول الكبرى إلى الدول المتوسطة القوة،وانصاعت بعدها للجزائر،بكثرة الهدايا وإعلان الولاء،
وعقد المعاهدت والاتفاقيات.[/size].